كل عام و أنتم بخير ،
يراود الكثيرين و بالأخص الكبار نفس السؤال وبصفة يومية وهو : هل تعتبر الألعاب مضيعة للوقت في العموم ؟؟؟ و من ثم يأتي شهر رمضان ويبدأ هذا السؤال بالتهافت عليك أكثر عزيزي القاريء ، فمن منا لم يسمع هذا السؤال مراراً و تكراراً من أولياء أموره ، ولذلك قررنا أن نستعرض معكم هذا السؤال بصورة تفصيلية ، إذ ربما قد يستطيع الكبار الإستفادة من هذا المقال بشكل أكبر … إذاً هل تعتبر الألعاب مضيعة للوقت في شهر رمضان علي وجه التحديد ؟!
في البداية يجب علينا الاتفاق على بعض الشروط قبل أن نجيب على السؤال :
أولاً لا يجب على الألعاب أن تأتي على حساب العبادات في هذا الشهر المبارك كما وأنه إذا كان لديك اختبارات مدرسية أو جامعية فيجب أن لا تأتي الألعاب علي حسابها أيضا ،حيث نعتبر اللعب شيء مهم في حياتنا ولكن لا ندع ذلك يقف أمام مسؤولياتنا بالتأكيد ، فإذا تم توافر الشروط المطلوبة فلم يعتبر الكثيرون أن الألعاب قد تكون مضيعة للوقت ؟!!
في الحقيقة هي ليست مضيعة للوقت على الاطلاق وبالأخص في رمضان فإن قمت بأداء ما استطعت من العبادات فسيظل يومك طويل بالأخص في ظل مشقة الصيام ولذلك ستحتاج إلي وجود شيء يرفه عن نفسك و يعطيها إحساس بالمتعة و عدم الإحساس بالوقت ولن تجد أفضل من الألعاب لكي تقوم بهذا الدور فإذا بدأت لعبة مثيرة فلن تشعر إلا وبأذان المغرب و هو يفاجئك ..
و بالطبع لا نقول لك أن تلعب ألعاب عنيفة أو قد تحتاج إلي تركيز عالي ، بل اتجه نحو الألعاب التي تريح الأعصاب ، لكي تستمتع فعلياً باللعب دون إبطال صيامك و ليمر وقتك سريعاً ..
كما يستنكر البعض فكرة اللعب تماماً في هذا الشهر بالذات ويقولون أن ليس على المرء إلا العبادة ولا شيء غيرها ، ولكن هذا التفكير قد يؤدي إلي إجهاد نفسي و الوصول إلي مرحلة من النفور ، فالنفس البشرية دائماً ما تسعي للقيام بأشياء ترفيهية ، و هنا تأتي أهمية الألعاب حيث تعتبر الفيصل بين الاجتهاد والتعب خلال الشهر و مرحلة الترفيه ، وهي أكثر من كافية لجعل حالتك المزاجية في شكل ممتاز وذلك يزيد من إقبالك على عملك أو القيام بعباداتك خلال الشهر بصفة أكبر ..
يقضي بعض الناس وقت صيامهم في قراءة كتب ، الإطلاع على أشياء جديدة وما الي شابه ، ولا أحد يقول لهم أن ذلك مضيعة للوقت بسبب أن القراءة مفيدة حتي و إن كان غرضها تضييع الوقت ،فلماذا نعلق علي اللعب فقط ؟! ولماذا لا نرى الجوانب المفيدة فيه أيضاً ؟ و إذا تكلمنا عن أهمية الألعاب من الجهة التعليمية فلن ننتهي ، يمكنك دراسة تاريخ و لغات و سياسة و معلومات عامة من خلال الألعاب فقط ، فهي تعتبر وسيلة للحصول على معلومة جديدة خارج إطار الكتب و الطرق التقليدية ..
إذا فالألعاب فى رمضان أصبح لها أهمية كبيرة أخيراً ، فهي إن لم تكن تستخدمها كوسيلة تعليمية لقضاء وقت صيامك ، فيمكنك استخدامها لتفصل بين العبادات لكي لا تصيبك حالة نفور و لكي تعطيك شعور إيجابي و بالتالي تقبل علي العبادات بصورة أفضل ، و أخيراً إن لم يعجبك كل ذلك فيكفي أنها تحسن حالتك المزاجية و تريح أعصابك و تضعك في مكان و عالم آخر تنغمس فيه دون الشعور بالوقت أو مشقة الصيام ، ولكل شخص وسيلته فى قضاء وقت صيامه ، لكن ما نعيب عليه هنا هو استماتة آراء الناس حول أن اللعب مضيعة للوقت !!!
ولا ننسي ان الاعتدال في ممارسة شيء ما هو أهم نقطة يجب علينا تذكرها ، فلا ننجرف وراء الألعاب لدرجة كبيرة تنسينا مسؤولياتنا و أمور حياتنا و عباداتنا ولا نجعل من كل أمور حياتنا تعب و شقاء و ننسي أن لنفسنا علينا حق و أن الترفيه و الألعاب هي من أهم العوامل التي قد تنسينا متاعب كثيرة ..
شاركنا عزيزي القاريء رأيك فى هذه الأدلة في التعليقات و هل أنت مع أم ضد فكرة أن الألعاب هي مجرد مضيعة للوقت في رمضان ؟